من نحن ؟ | معرض الصور | الاقتراحات | التواصل معنا
Loading ... please Wait
مشاهدة Image
- -خطبة عيد الأضحى
الخطبرسائل > > خطبة عيد الأضحى
عدد المشاهدات : 0
تاريخ الاضافة : 2019/01/26
المؤلف : أبي عبد الرحمن الصومالي


بسم الله الرحمن الرحيم
خطبة عيد الأضحى
الحمدُ لله الذى هدانا لصراط الإيمان المستقيم، وأخرجنا من ظـلمات الجاهلية والحيرة والشكوك، إلى النور والطمأنينة واليقين. والحمدُ لله الذي جعلنا من حملة رسالة الإسلام الحنيف.
الحمدُ لله الذى هدانا لهذا وما كنا لنهتدى لولا أن هدانا الله، لقد جاءت رسل ربّنا بالحق.
اللهم ثبتنا على الإسـلام، وتوفنا مسلمين..
أيها الإخوة .. اذكروا ما أنعم الله عليكم من النّعم الجليلة التى أجلّها نعمة الإسلام والإيمان، والتوبة من الشرك والكفران.. اذكروا نعمة الله، ولا تكونوا كالذين:
﴿بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ، جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ﴾.
﴿وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ﴾ ..
﴿وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾..
﴿وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ ﴾..
 اما بعد: فإنِّي أودُّ في هذا الاجتماع المبارك، والعيد السعيد، الذي شرعهُ الله لنا لذكره وشُكره، أن أوصيكم بعدة أمُور:
 (الأول) أوصيكم بتقوى الله، فإنّ في تقوى الله سعادةَ الدُنيا والآخرة، وإنّ تقوى الله خلفٌ لكلِّ شيء وليس لها خلف، من حقّقها فقد تمّ له كُل خير، ومن أخطأها فاتهُ كُلُّ خير.
 قال الله تعالى:﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ (البقرة:282)
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾ (الأنفال:29).
﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا. وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ﴾ (الطلاق: 2-3).
﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا﴾ (الطلاق:4)
﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا﴾ (الطلاق:5).
(الثاني) أوصيكم بطلب علم الكتاب والسنّة، فإنَّ العلمَ يفتحُ بصائر أهله، ويُوصلهم بربّهم، ويحرسهم من التيه والضلال، والكبر والطغيان، وجميع آفات القلب واللسان. كما قيل: "الإنسانُ يحرسُ المال، والعلم يحرسُ الإنسان".
وقد تضافرت نصُوص الكتاب والسُنّة في التحريض على طلب العلم، كقوله تعالى:
﴿وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا﴾ (طه: 114).  ﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ﴾ (الزمر: 9).
﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ﴾. (المجادلة:11).
﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ﴾. (فاطر:28).
وقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم:(من يرد اللَّه به خيراً يفقهه في الدين). (مُتَّفَقٌ عَلَيهِ)
وقوله: (لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه اللَّه مالاً فسلطه على هلكته في الحق، ورجل آتاه اللَّه الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها) (مُتَّفَقٌ عَلَيهِ).   والمراد بالحسد: الغبطة وهو: أن يتمنى مثله.
وقوله: (مثل ما بعثني اللَّه به من الهدى والعلم كمثل غيث أصاب أرضاً فكانت منها طائفة طيبة قبلت الماء، فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكان منها أجادب أمسكت الماء، فنفع اللَّه بها الناس فشربوا منها وسقوا وزرعوا، وأصاب طائفة منها أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماءً ولا تنبت كلأ؛ فذلك مثل من فقه في دين اللَّه ونفعه ما بعثني اللَّه به فعلم وعلّم، ومثل من لم يرفع بذلك رأساً ولم يقبل هدى اللَّه الذي أرسلت به) (مُتَّفَقٌ عَلَيهِ).
وقوله: (بلغوا عني ولو آية، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ومن كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار) (البُخَارِيّ).
وقوله: (ومن سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل اللَّه له طريقاً إلى الجنة) (مُسلِمٌ).
وقوله: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له) (مُسلِم)..
وقوله: (من خرج في طلب العلم فهو في سبيل اللَّه حتى يرجع)   (رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ).  
وقوله: (من سئل عن علم فكتمه أُلجم يوم القيامة بلجام من نار)  (رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ وَالتِّرمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ).
 (الثالث) أوصيكم باجتناب المحرّمات في المطعم والمشرب وطرق الكسب، فإنّ من منابع الشرُور والشقاء للإنسان أكلُ الحرام، والاستهانة بحقُوق النّاس، وإنّ من ألهمهُ الله طلب الحلال، وتورَّع عن ما فيه شُبهة، فهو الخليق بأن يُستجاب دُعاؤه، وتصدُقَ فراسته. عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبا وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال تعالى:﴿يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ﴾.وقال تعالى:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ﴾. ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يارب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب له) (مسلم).
قال أبو الفوارس الكرماني: من غضَّ بصره عن المحارم وأمسك نفسه عن الشهوات، وعمَّر باطنه بدوام المراقبة، وظاهره باتباع السنة، وعوَّد نفسه أكل الحلال لم تخطئ له فراسة.
 قال الله:﴿أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا﴾ (الأنعام:122).
وعَنْ حِطَّانِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ السَّدُوسِيِّ، قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا جُنْدُبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَصْرَةَ ، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ شَيَّعْنَاهُ إِلَى حِصْنِ الْمُكَاتَبِ، فَقُلْنَا لَهُ: يَا صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوْصِنَا، فَقَالَ:"مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَلَّا يَجْعَلَ فِي بَطْنِهِ إِلا طَيِّبًا فَلْيَفْعَلْ، فَإِنَّ أَوَّلَ مَا يُنَتَّنُ مِنَ الإِنْسَانِ بَطْنُهُ، وَمَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ لا يَحُولَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجَنَّةِ مِلْءُ كَفٍّ مِنْ دَمِ امْرِئٍ مُسْلِمٍ يُهَرِيقُهُ كَأَنَّمَا يَذْبَحُ بِهِ دَجَاجَةً لا يَأْتِي بَابًا مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ إِلاّ حَالَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ ، فَلْيَفْعَلْ، وَعَلَيْكُمْ بِالْقُرْآنِ، فَإِنَّهُ هُدَى النَّهَارِ وَنُورُ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، فَاعْمَلُوا بِهِ عَلَى مَا كَانَ مِنْ جَهْدٍ وَفَاقَةٍ، فَإِنْ عَرَضَ بَلاءٌ فَقَدِّمُوا أَمُوَالَكُمْ دُونَ دِمَائِكُمْ،فَإِنْ تَجِاوَزَهَا الْبَلاءُ فَقَدِّمُوا دِمَاءَكُمْ دُونَ دِينِكُمْ، فَإِنَّ الْمَحْرُوبَ مَنْ حُرِبَ دِينَهُ، وَإِنَّ الْمَسْلُوبَ مَنْ سُلِبَ دِينَهُ، إِنَّهُ لا فَقْرَ بَعْدَ الْجَنَّةِ، وَلَا غِنَى بَعْدَ النَّارِ، إِنَّ النَّارَ لَا يُفَكُّ أَسِيرُهَا، وَلا يَسْتَغْنِي فَقِيرُهَا، وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ". فاعملوا بوصية هذا الصحابي.
وإنّكم لتعلمُون كيف شدّد الله تعالى في الزجر عن الربا، وما الربا في حقيقته إلا التعامل بطريقة مُحرّمة في تبادل المنافع، مع رضا الطرفين. وهو محرّم بالكتاب والسنّة والإجماع بل هو من أكبر الكبائر الموبقات التي تجلب للإنسان الخسران في الدنيا والآخرة.
 قال الله تعالى:﴿وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ . يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ﴾ (البقرة:275-276).
وقال تعالى : ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ. فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ﴾ ( البقرة : 278- 279 )..
وقال صلى الله عليه وسلم: "لعن الله آكل الربا وموكِلُه" ( مسلم ) و( الترمذي )   وزاد: "وشاهديه وكاتبه"  
 ومن صور الربا: أن يكون لرجل دين على آخر فلما حان الأجل عجز عن الأداء فيعطيه هدية أو نفقة كي يطيل له المدة .
 وروي عن أبي ابن كعب وابن عبّاس وابن مسعود : أنّهم نـهوا عن قرض جرّ منفعة"
وعن أنس قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلـم :"إذا أقرض أحدكم قرضاً فأهدى إليه أو حمله على الدابة فلا يركبها ولا يقبله إلاّ أن يكون جرى بينه وبينه قبل ذلك"     ( ابن ماجة)
 وقد أكثر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في أحاديثه من النّهي عن كُلِّ تعامل تنشأ منه أخذ زيادة محرمة، أو إعطاء زيادة محرمة.
ونهى كذلك عن كُلِّ وسيلة تُفضي إلى ذلك. نهى عن الكذب في البيع،  وعن اليمين الفاجرة، وعن كتمان العيب،  وعن  بيع المحرّمات مثل الخمر والخنْزير والميتة والكلب والأصنام، ونَهَى عَنْ ثَمَنِ الْكَلْبِ، وَمَهْرِ الْبَغِيِّ، وَحُلْوَانِ الْكَاهِنِ. ونهى عن البيع قبل القبض، وعن بيع الثمر قبل بدو صلاحها، وعن بيع الرطب بالتمر، وعن المز ابنة والمحاقلة والْمُخَابَرَةِ والمخاضرة، والمعاومة، والملامسة والمنابذة، وَنهى عَنِ الثُّنْيَا، وعن فضل الماء، وعن حبل الحبلة ، وضراب الجمل أو الثور.
 ونهى عن الغشّ، وتلقى الركبان، والبيع على البيع، والتناجش، وأن يبيع الحاضر لباد فيكون له سمساراً. ونهى عن تصربة الغنم، وعن الشرط الباطل، وعن بيع الغرر، ومن صُوره بيع المجهول غير المقدر كبيع السمك في الماء أو الطير في الهواء، واللبن في الضرع، ونهى عن السوم علي سوم أخيه، وعن بيع الصبرة التي لا يعلم مكيلها بِالْكَيْلِ الْمُسْمّى من جنسه، وربا الفضل، والنسيئة بأشكالها وصورها، ونهى عن الاحتكار، وعن غبن المسترسل، والتسعير الإجباري، وعن بيعتين في بيعة، وأن يبيع ما ليس عندهُ، وعن سلف وبيع، والشرط المجهُول، وبيع الدين بالدين، إلى غير ذلك من المحرّمات.
فتدبّرُوا ذلك، وتدارسُوهُ بينكم، وافهمُوه جيّدا، فإنّ من دخل السوق بدُون فقه سيقعُ في المحرّمات.
وقد جاء في الأثر: من اتَّجر بغير فقه فقد ارتطم في الربا.
وقال الضحاك: ما من تاجر ليس بفقيه إلا أكل الربا شاء أم أبى.
وعن أبي هُرَيْرَةَ أنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلّم قالَ: «لَيَأْتِيَنَّ علَى النَّاسِ زَمَانٌ لاَ يَبْقَى أحَدٌ إلاَّ أكَلَ الرِّبَا فَإنْ لَمْ يَأْكُلْهُ أصَابَهُ مِنْ بُخَارِهِ. قالَ ابنُ عِيسَى: أصَابَهُ مِنْ غُبَارِهِ». أعاذنا اللهُ من ذلك.
 
(الرابع) إنَّ الذبح لله، وتقديم الأضحية في العاشر من هذا الشهر وما بعده عبادة شريفة، والعُلماءُ بين مُوجب ومُؤكّد، فاعرفُوا فضل تقديم الأضحية، واعلمُوا كذلك أحكامها. إنَّ التضحية تُشرع لأهل كل بيت.
لحديث أبي أيوب الأنصاري قال : "كان الرجل في عهد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم يضحي بالشاة عنه وعن أهل بيته" (وأخرجه ابن ماجة والترمذي وصححه).
وأقلها شاة، وأن تكُون مُسنّة إن تيسّر ذلك.
عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ "لاَ تَذْبَحُوا إلاَّ مُسِنَّةً. إِلاَّ أَنْ يَعْسُرَ عَلَيْكُمْ، فَتَذْبَحُوا جَذَعَةً مِنَ الضَّأْنِ".
وتجزئ البدنة والبقرة عن سبعة وأهل بيوتهم؛ لحديث جابر -رضي الله عنه-، قال: (خرجنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مهلين بالحج، فأمرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن نشترك في الإبل والبقر، كل سبعة منا في بدنة).  (مسلم).
ووقتها بعد صلاة عيد النحر إلى آخر أيام التشريق.
عن جندب بن سفيان البجلي في الصحيحين وغيرهما . قال : قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: "من كان ذبح قبل أن يصلي فليذبح مكانها أخرى ومن لم يكن ذبح حتى صلينا فليذبح باسم الله"
وأفضلها أسمنها. عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ: ضَحَّى النَّبِيُّ بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ. ذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ وَسَمَّى وَكَبَّرَ. وَوَضَعَ رِجْلَهُ عَلَى صِفَاحِهِمَا. (البخاري).
ولا يجزئ ما دون الْجَذَع من الضأن، ولا الثَّنِيِّ من الْمَعْز، ولا الأعورُ، والمريض، والأعرج، والأعجف، وأعضَب القرن والأذن. كما دلّت على ذلك الأحاديث.
ويتصدق منها ويأكل ويدَّخر. وكان قد نُهي عن الادّخار مرّة ثُمّ رُخص.
عن عَطَاءٌ قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْن عَبْدِ اللّهِ ، يَقُولُ: كُنَّا لا نَأَكُلُ مِنْ لُحُومِ بُدْنِنَا فَوْقَ ثَلاَثِ مِنىً. فَأَرْخَصَ لَنَا رَسُولُ اللّهِ. فَقَالَ "كُلُوا وَتَزَوَّدُوا". قُلْتُ لِعَطَاءٍ: قَالَ جَابِرٌ: حَتَّى جِئْنَا الْمَدِينَةَ؟ قَالَ: نَعَمْ.         
ولا يأخذ مَن له أضحيَة من شعره وظُفْره بعد دخول عشر ذي الحجة حتى يضحيَ.
فعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ ، أَنَّ النَّبِيَّ قَالَ: "إِذَا دَخَلَتِ الْعَشْرُ، وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ، فَلاَ يَمَسَّ مِنْ شَعَرِهِ وَبَشَرِهِ شَيْئاً". (مسلم).
 
(الخامس) أوصيكم بدفع الزكاة على وقتها، ودفعها بنية طيّبة، وإذا دفعتموها فاعتبروها كصلاة صلّيتموها، واترُكُوا بين الآخذين وبين ربّهم، فإنّ الله هو الرقيب على العباد. ويجبُ على المسلم أن لا ينقلب المُصدقُ عنه ساخطا.
وفي الحديث: "أرضُوا مُصدقيكم" (مسلم).
قال جرير بن عبد الله راوي الحديث: "ما صدر منّي مُصدّق منذ سمعت هذا من رسُول الله صلى الله عليه وسلّم، إلا وهو عنِّي راض".                                         (والحمد لله ربّ العالمين).
3 ذو الحجة:1434
كتبه أبو عبد الرحمن الصومالي


اخبر صديق

Kenana Soft For Web Devoloping